تفصلنا أيام معدودة على بدء احتفالات عيد شم النسيم، الذي يصادف يوم الإثنين القادم، 6 مايو يحتفي الشعب المصري بهذا اليوم، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية، باعتباره إحدى المناسبات الاحتفالية العريقة في مصر، لقد استمر المصريون الأوائل في الاحتفاء بهذا العيد، واتباع طقوسه الفريدة لسنوات طويلة، ومع مرور الوقت بات جزء من الاحتفالات الوطنية التي يشارك بها الجميع في مصر سنويا.
احتفالات شم النسيم في مصر
احتفى الشعب المصري بعيد شم النسيم للمرة الأولى في الحقبة الفرعونية القديمة (تقريبا 2700 سنة قبل الميلاد) واستمرت هذه الاحتفالات على مر العصور المتتالية كالعصر اليوناني البطلمي و الحقبة الرومانية وكذلك خلال العصور الوسطى، وصولا إلى وقتنا الحالي، كان من التقاليد لدى الأنباط المصريين أن يقدموا الأسماك المالحة وأوراق الخس والبصل قرابين للآلهة في إطار احتفالهم بمهرجان الربيع المسمى بـ”شمو”.
البيض رمز خلق الحياة
ازداد تواجد البيض على السفرة خلال احتفالات عيد الربيع مع انطلاق المصريين في الاحتفال بشم النسيم، وكان ذلك لدى المصريين الأوائل دلالة على نشأة الحياة من العدم، وكانت العادة أن يحفر القدماء المصريين على البيض رسائل الدعاء والأمنيات باستخدام صبغات من مواد طبيعية، ويضعونها في سلال من سعف النخيل الأخضر، ويتركونها على الشرفات أو يعلقونها على أغصان الأشجار في الحدائق، لتستمد البركة من ضياء الإله مع طلوع الشمس وإجابة الدعاء، ومن مصر القديمة أخذت الحضارات عادة تناول البيض في فترة شم النسيم، حتى أصبح البيض المزخرف رمز لعيد الفصح يتماشى مع زمن شم النسيم.
أصل تسمية شم النسيم
يعود اسم “يوم شم النسيم” إلى التقاليد التي عاشها المصريون في العصور القديمة (الفراعنة)، حيث كانوا يطلقون على هذا الاحتفال تسمية “عيد شموس”، وقد كان ذلك العيد بالنسبة لهم رمز لبزوغ فجر الحياة، إذ كان الاعتقاد السائد لدى أسلافنا المصريين مفاده أن هذا اليوم يتزامن مع انطلاق عجلة الزمن، وكان الناس يعتقدون بأن يوم عيد شموس يمثل بدء خلق الكون، لكن مع الوقت وخلال العهد القبطي، تغير الاسم إلى “شم” وله انضمت لاحقا عبارة “النسيم” تعبيرا عن نسمات الربيع العليلة وارتباط العيد بموسم الربيع المتميز بطقسها المعتدل والمناسبات الفرحة التي تكون بالخروج إلى الحدائق والمنتزهات للاستمتاع بروعة وجمال الطبيعة.